#3 كيان الإنسان

سلام، أنا أُنْس ..

كل ما أعرفه عن الإنسان أنه يتكوّن من

  1. جسد مادي
  2. عقل
  3. شعور
  4. روح 

قد يكون هناك أمورًا أخرى لكـــن هذا ما عرفته أنا، والعلاقات تؤثّر على كلّ جانب من تلك الجوانب. كل تلك المكونات تتحد بشكل عجيب لتكوّن الإنسان. ركبها الله بطريقة لطالما أبهرتني. 

وغالًبا الأسرة تهتم بالمستوى الأول (الجسد)، والمدرسة والعمل يهتمون بالمستوى الثاني (المنطق والفكر)، 

لكن لم يعلّمني أحد  كيف أتعامل مع مشاعري، وما هي مسمياتها وتفاصيلها، وكيف أُعبّر عنها، وقد تذرف دموعي بمجرد أن أسمع أحدًا عبّر عن شعوري بدقة، وأصير أهز رأسي.. نعم نعم هذا هو ماكنتُ أشعر به.  

أتذكر أني سمعتُ فتاة تحكي: “بعد موتِ أمي قررتُ أن أدعم عائلتي وأكون سندًا لإخوتي، عملتُ واجتهدت، ومن نجاح لآخر، الكل يتعجب من قوتي، لكن لا يعلمون أني أنهار وأبكي كل يوم ولمدة 10 سنين”  لو عندكم قصص زي ذي لبقية الملف هاتو

وجدتُ أنني عندما أجوع أبحث عن طعام، فلماذا عندما أشعر بأن داخلي ينهار لا أحاول إنقاذه وطلــبُ المساعدة؟

ولم يكن يهمني الأمر، كان أهم أمر عندي هو عالمي الخارجي، ليعش صدري فــي الجحيم، فإني لا أراه أمامي. 

لأنظّم حياتي، وأترك الفوضى في قلبي.. لكن، ما فائدة أن يكسب الإنسان العالم ويخسر نفسه؟ هل شعرت مرة بذلك؟

وهناك من يكسب أغلب خير الأرض، ومع ذلك يعاني.. لماذا؟ لأن كل ذلك لا يعنيه كثيرًا، إنما يعنيه ملء هذه النفس الخائفة والراغبـــة والمنفصلة عن وطنها الحقيقي.

المشاعر هي من تحرك الجميع

كنت أعتقد أني شخص منطقي لا تحركني المشاعر، لكن حتى أولئك المنطقيون تحركهم مشاعرهم، إذ قد يسيطر عليهم الخوف، والطمع، والرغبة في التذاكي أو الرغبة في السيطرة.

قد يبحث عن الزواج لأنه يريد أن يشعر بالاستقرار والامتداد والحب، أو الاستقلالية والاعجاب، قد يبحث عن عمل غالبًا يريد أن يشعر بالوجاهة والتمكين، أو أن يشعر بالأمان. قد يساعد والديه لأنه لا يريد أن يشعر بتأنيب الضمير أو أنه يشعر بالرحمة والامتنان والرغبة في رد العرفان. 

قد يشاهد فلمًا يريد أن يشعر بمشاعر جديدة أو لأنه يشعر بالملل. قد يذهب لمكة يريد أن يشعر بطهارة قلبه أو يريد أن يشعر أنه أدّى واجبه عالاقل. 

والذي يفتعل المشاكل يريد أن يشعر ب…. 

أقول لك: لا داعي أن ندمّر مشاعرنا مع هدف لايناسبنا، وإنما لنوجد هدفًا لا يُدمرنا. هدفًا يركز على نقاط قوتنا أكثر من نقاط ضعفنا.

“إذا لم نتقدم عاطفيًا و إنسانيًا بقدر ما تقدمنا عقليا، إذا لم نستطع أن نكون محبين مشفقين بقدر ما نحن أقوياء .. سنهلك أنفسنا لا محالة !” – مصطفى محمود, لغز الحياة

ورقة عمل (ما المشاعر التي أريدها من كل فعل أقوم به؟)

شارك