سلام، أنا أُنْس، أحاول أن أكون..
سأحــكي هنا عن أمر عجيب، كنت أهرب منه، ثم صرت ألعنه، ثم بدأت أفهمه، ثم أدهشني، ثم حيرني، ثم انسجمتُ معه.
عالــمٌ بداخلي، ليس لأنّي غريب، بل لأنّي إنسان.
سأحكي هنا عن رحلتي مع 20 شعور، من أخْيَس شعور سنبدأ إلى أعلى شعور، من الحضيض سننطلق لا من القمة.
في البداية لم أكن أفهم، كان كلُّ شيء مخبأ في سرداب.
حيث قررتُ منذ زمن أن أجمع كلَّ حقد وعار واكتئاب وإحباط وغربة وحزن وخوف وشهوة وسيطرة وغضب واحتقار وشتات وأضعهم كلًّهم في سرداب، (عشان مايفشلوني، وماكنت فاضي لهم. وفعليًا مني عارف أتعامل معاهم ولم يُعلِّمني أحد الطريقة)
لكني مازلتُ أعاني ولا أدري لماذا؟ فواقعي جيد، لكني مضطربٌ باستمرار، منهكٌ باستمرار. هل تدرك صعوبة أن يتغير كل شيء باستثناء شعورك؟
وبمجرد أن فتحت السرداب، انهرت، بكيت كثيرًا، ما كل ذلك العفن بداخلي؟ تراكم عبر سنين حياتي، مواقف ظننتُ أني اجتزتها، إلاّ أنها ظهرت كالشبح في ذاكرتي، ورغم سخافتها تركَتْ أثرًا يتحكّم بي إلى الآن. وبمجرد فِهْم الأمور تعرفْتُ على الشجاعة والحياد أخيرًا ثم الاستعداد ثم القبول ثم اللطف ثم الحكمة ثم الحب ثم البهجة
تلك هي ال20 شعور، من أبشعها إلى أحسنها، وبهذا الترتيب. ولا أتحدث هنا عن مشاعر لحظية، بل عن شعور مُمتد قد يستمر لشهور وسنين يعيش الإنسان فيه.