معاناتي قبل فهم مشاعري
سلام، أنا أُنْس..
في بعض الأحيان كنتُ أشعرُ أني متعبٌ باستمرار، حتى إذا أخذت إجازة لا يجدي نفعًا، وأهيمُ في الحياة بلا إدراك، لم أعد أستمع إلى قلبي، يريد داخلي أن يحرق طاقته لا أن يحترق، يريد داخلي أن يعبّّر عن نفسه ككيان.
وجدت أن أبسط طريقة للراحة هي أن أعترف بمشاعري، مثلا أعترف أني أحقد على صديقي الناجح، نعم إنه شعور سيء لكني لن أنكره. فإن أنكرتَ مشاعرك فستكون مشاعرك كالأطفال المشاكسين التي تخبئهم أمُّهم في سرداب خوفًا من حُكم الزوار،
لكنهم يظلون يطرقون على أبواب السرداب، والأم خائفة من مواجهتهم، وبمجرد أن تفتح لهم الباب، سيخرج الطفل المحَبط ليخبرها أنه يريد فقط أن تسمع وجهة نظره. فقط يريد منها تحضنه وتهدئ من روعه، وتخبره أن الأمر طبيعي.
*تحذير: الأطفال اذا تركتهم في السرداب لفترة طويلة > قد يفْلِتون منك في وقت حرج .
لقد كنت أرتكب جميع أنواع الحماقات ولا أعرف أن مشاعري الخايسة هي من تتحكم بي.. قد أصرخ لمجرد سؤال بسيط توجّه إلي. قد أرتبك من نظرة ذكرتني بنظرة أمي الصارمة. قد أتخذ قرارًا مصيريــًا لمجّرد أني أشعر بالاشمئزاز. قد أنام لمدة سنة لمجرّد أني أشعر بالغربة والفقد. قد أفوّت فرصة لأني أشعر بالعنطزة (العنطزة يعني الكبرياء بالجداوي)
قد أسرق لمجرد أني أشتهي. قد أكرف لمدة أربع سنوات لمجرّد أني أشعر بالتأنيب ثم أشعر بالدمار في داخلي. وقد أكذبُ إلى مالانهاية لمجرد أني خائف .. من اللاّشيء حرفيًا، أو خائف من نفسي.
وهكذا هو الشخص الغير مُدرِك لمشاعره ستتحكم به مشاعره جدّا، وقد لاتقوده إلى طريق جميل أبدًا. وهكذا دائمًا هو (اللاوعي) يعمل في الخفاء والعلن.
واتخذتُ أولى خطواتي بسؤال بسيط (لماذا أشعر بهذه الطريقة؟) أحياًنا تكون الإجابة بسيطة وأحيانًا أحتاج أن أتبع السبب والجذر.
أعجبني في هذا المفهوم هذه الاقتباسات:
“عليّ أن أفتح باب قلبي، وأفتش في أرجائه لأعرف كيف أحب وكيف أثور وكيف أتألم وكيف أرقص على حبال هذه المشاعر. علينا أن نفك زنبرك دماغنا لنعرف كيف تتراكب عواطفنا، وكيف تدور آلات ماكينة النفس وكيف تتعطل وكيف يصيبها القلق وكيف يكون إصلاحها .” – مصطفى محمود
“وأنا الآن لا يكفيني أن أحيا، وإنما أتفرج على نفسي وأنا أحيا، وأتفرج على الحياة وهي تعبرني، ثم آخذ نقطًا من دمي وأفحص الحياة فيها، واستخرج نسبة الحب فيها ونسبة الخوف ونسبة الغضب والفرح وأرصد النتائج، والأسباب” – مصطفى محمود
“فمشاكل الإنسان كافة هي لعدم قدرته على الجلوس بصمت مع نفسه.“- إيهاب
أخبرني أنت أيضا عن حماقاتك؟!